المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده

بسم
الله الرّحمن الرّحيم

لقد تعلمنا من ايماننا بالله
سبحانه وتعالى ومن مفاهيم الاسلام السامية أن يكون المسلم حسن الخلق في
التعامل مع الناس على مختلف اجناسهم وحتى دياناتهم لكي يكون له اسوة حسنة
برسولنا الكريم محمّد صلى الله عليه وسلم الذي قال سبحانه وتعالى
بحقه((وإنّك لعلى خلق عظيم)) ولكي يكون دليل حقيقيا وملموسا لاخلاق الاسلام
ولكي يكون خير خلف لخير سلف لإولئك الرجال الكرام صحابة الرسول الكريم
عليه الصلاة والسلام الذين حيروا المشركين والكافرين بأدبهم وأخلاقهم
وصبرهم على البلاء حتى أتاهم نصرالله.

قال
سبحانه وتعالى ((وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ
تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى
وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ
الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً
مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ)) الاية 83 سورة البقرة

وهذا
حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
عن
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه"
متفق عليه. وزاد الترمذي والنسائي: "والمؤمن من أمِنَه الناس على دمائهم
وأموالهم" وزاد البيهقي: "والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله".

ذكر في هذا الحديث كمال هذه
الأسماء الجليلة، التي رتب الله ورسوله عليها سعادة الدنيا والآخرة. وهي
الإسلام والإيمان، والهجرة والذكر حدودها بكلام
جامع شامل، وأن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.

وذلك أن الإسلام الحقيقي: هو الاستلام
لله، وتكميل عبوديته والقيام بحقوقه، وحقوق المسلمين. ولا يتم الإسلام حتى
يحب للمسلمين ما يحب لنفسه. ولا يتحقق ذلك إلا بسلامتهم من شر لسانه وشر
يده. فإن هذا أصل هذا الفرض الذي عليه للمسلمين. فمن لم يسلم المسلمون من
لسانه أو يده كيف يكون قائماً بالفرض الذي عليه لإخوانه المسلمين؟ فسلامتهم
من شره القولي والفعلي عنوان على كمال إسلامه.

وفسر المؤمن بأنه الذي يأمنه الناس على دمائهم وأموالهم؛
فإن الإيمان إذا دار في القلب وامتلأ به، أوجب لصاحبه القيام بحقوق
الإيمان التي من أهمها: رعاية الأمانات، والصدق في المعاملات، والورع عن
ظلم الناس في دمائهم وأموالهم. ومن كان كذلك عرف الناس هذا منه، وأمنوه على
دمائهم وأموالهم. ووثقوا به، لما يعلمون منه من مراعاة الأمانات، فإن
رعاية الأمانة من أخص واجبات الإيمان، كما قال صلى الله عليه وسلم : "لا
إيمان لمن لا أمانة له".

وفسر
صلى الله عليه وسلم الهجرة التي هي فرض عين على كل مسلم بأنها هجرة الذنوب
والمعاصي. وهذا الفرض لا يسقط عن كل مكلف في كل حال من أحواله؛ فإن الله
حرم على عباده انتهاك المحرمات، والإقدام على المعاصي.

وفسر المجاهد بأنه الذي جاهد نفسه على طاعة الله؛ فإن
النفس مَيَّالة إلى الكسل عن الخيرات، أمارة بالسوء، سريعة التأثر عند
المصائب، وتحتاج إلى صبر وhttp://www.google.com/ في إلزامها طاعة الله، وثباتها عليها،
ومجاهدتها عن معاصي الله، وردعها عنها، وها على
الصبر عند المصائب. وهذه هي الطاعات: امتثال المأمور، واجتناب المحظور،
والصبر على المقدور.

((فأعتبروا
ياأولي الالباب لعلكم تتقون))

((إن أريد إلا ألإصلاح ماأستطعت وماتوفيقي إلا بالله عليه
توكلت واليه أنيب))

ألف ألأف شكر يا أخي على مجهودك و جعله الله في ميزان حسناتك إن شاء الله

» وقفة مع قوله صلى الله عليه وسلم : المسلم أخو المسلم
» موقف المسلم من الخلاف بين الصحابة
» صحتك اخي المسلم وخاصة لمرضى السكري
» بعض العبارات التى تخالف عقيدة المسلم
» كنوز الإعجاز العلمي \الى كل مسلم وغير المسلم