بسم الله الرحمن الرحيم
سلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
هاته الصديقة بنت الصديق، حبيبة
رسول الله صلى الله عليه وسلم، المبرأة من فوق سبع سماوات
عائشة
بنت أبي بكر الصديق ( رضي الله عنها )
وهي عائشة بنت أبي بكر الصديق
عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان التيمَّي السَّعْديِّ القرشي, وكانت
تُكنَّى بأمَّ عبد الله. وأمُّها أمُّ رُومان بنت عامر الكنانية، تَيمَّية،
قرشّية. تزوجها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة بثلاث سنين،
وهي بنتُ ست سنين، وبنى بها وهي بنت تسع سنين بالمدينة أول مقدمه في السنة
الأولى، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة، وتوفيت بالمدينة سنة ثمان وخمسين،
وأمرتْ أن تُدفن ليلاً، فدفنت بالبقيع، وأوصت أن يُصلِّي عليها أبو هريرة
فصلى عليها - رضي الله عنها وعنه-.
من خصائصها:
- أنه –صلى الله عليه
وسلم- لم يتزوج امرأة بكراً غيرها.
- أنها تبوَّأت مكانة عالية في قلب
نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، فكانت أحب نسائه إليه، كما ثبت عنه ذلك في
البخاري وغيره وقد سُئل: أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: (عائشة) قيل: فمن
الرجال؟ قال: (أبوها). [البخاري (435 (7/ 673) كتاب المغازي – باب غزوة ذات
السلاسل – وهي غزوة لخم وجذام ، ومسلم (2384) (4/ 1856) كتاب فضائل
الصحابة باب فضل أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ].
وكان بها لطيفاً
رحيماً على عادته صلوات ربي وسلامه عليه، قالت عائشة رضي الله عنها: " كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العظم فأتعرقه، ثم كان يأخذه، فيديره
حتى يضع فاه على موضع فمي".
وكان صلى الله عليه وسلم يستأنس إليها في
الحديث ويسرُّ بقربها ويعرف رضاها من سخطها، فقد قال صلى الله عليه وسلم
لها: "إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت عليَّ غضبى"، قالت: وكيف يا
رسول الله؟ قال: "إذا كنت عني راضية قلت: لا ورب محمد، وإذا كنت عليَّ غضبى
قلت: لا ورب إبراهيم"، قالت: "أجل والله ما أهجر إلا اسمك".
وكان
يحملها على ظهره لترى لعب أهل الحبشة بالحراب في المسجد ويطيل حملها
ويسألها، أسئمت..؟ فتقول لا. وليس بها حب النظر إلى اللعب ولكن لتعرف
مكانتها عنده صلوات ربي وسلامه عليه.
- أنه كان ينزل عليه الوحي وهو في
لحافها دون غيرها. فقد جاء في الحديث الصحيح: "كان الناس يتحرون بهداياهم
يوم عائشة، فاجتمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أم سلمة، فقلن لها:
إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم
يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان، فذكرت أم سلمة له ذلك، فسكت فلم يردّ
عليها، فعادت الثانية، فلم يرد عليها، فلما كانت الثالثة قال: ((يا أم
سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه واللهِ ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف
امرأة منكن غيرها)).
- أن الله -عز وجل- لما أنزل عليه آية التخيير بدأ
بها فخيرها فقال: (ولا عليكِ أن لا تَعْجلي حتى تسْتأمري أبَوْيك). فقالت:
أفي هذا استأمر أبويّ؟ فإني أريد الله ورسوله والدَّار الآخرة. فاستنّ بها
بقية أزواجه -صلى الله عليه وسلم- وقلن كما قالت. وهذا الحديث رواه البخاري
ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي .[البخاري –الفتح , المجلد الثامن ,
رقم 4785, كتاب التفسير , باب قوله "يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن
..." الآية].
ويقول صلى الله عليه وسلم في فضلها: ((فضل عائشة على
النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)).
- أن المَلَك أرى صورتها للنبي
-صلى الله عليه وسلم- قبل أن يتزوجها في سرقة حرير، فقال النبي - صلى الله
عليه وسلم- : (إن يكنْ هذا من عند الله يُمضه) [البخاري (3895)( 7/264)
كتاب مناقب الأنصار – باب تزويج النبي -صلى الله عليه وسلم- عائشة وقدومها
المدينة وبنائه بها، ومسلم (243( 4/ 1890) كتاب فضائل الصحابة – باب في فضل
عائشة - رضي الله عنه -ا. وهو عند أحمد في المسند 6/41، 128، 161]
- أن
الناس كانوا يتحرّون بهداياهم يومها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،
تقرباً إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فيُتحفونه بما يُحبُّ في منزل
أحبّ نسائه إليه - رضي الله عنهم أجمعين- .
- أن الله سبحانه برّأها مما
رماها به أهل الإفك، وأنزل في عذرها وبراءتها وحياً يُتلى في محاريب
المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة.
- أن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- تُوفي في بيتها، وفي يومها، وبين سحْرها (أي : الصدر)، ونحرها، ودُفن
في بيتها.
-كانت عائشة رضي الله عنها امرأة مباركة، ما وقعت في ضيقة
إلا جعل الله تعالى بسبب ذلك فرجاً وتخفيفاً للمسلمين، تقول رضي الله عنها:
"خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، حتى إذا كنا
بالبيداء، انقطع عقدي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه،
وأقام الناس معه وليسوا على ماء، فأتى الناسُ أبا بكر رضي الله عنه،
فقالوا: ما تدري ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم
وبالناس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء!.
قالت: فعاتبني أبو بكر، فقال
ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك إلا
مكان النبي صلى الله عليه وسلم على فخذي، فنام رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم، فتيمموا. قال أسيد بن
حضير رضي الله عهنه: ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر!، قالت: فبعثنا
البعير الذي كنت عليه، فوجدنا العقد تحته، فقال لها أبو بكر حين جاء من
الله رخصة للمسلمين: والله الذي علمت يا بنيَّة أنك مباركة، ماذا جعل الله
للمسلمين في حبسك إياهم من البركة واليسر".
- وكانت رضي الله عنها من
أعلم الصحابة..
قال أبو موسى رضي الله عنه: "ما أشكل علينا أصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم حديثٌ قط، فسألنا عائشة، إلا وجدنا عندها منه علما".
-
وكانت مُوقرةً من الصحابة.. يعرفون لها قدرها وعلمها ومنزلتها بين الناس:
نال
رجل من عائشة عند عمار بن ياسر، فقال له عمار: أُغرب مقبوحاً، أتؤذي حبيبة
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وقال عمار: "إنها لزوجة نبيِّنا صلى الله
عليه وسلم في الدنيا والآخرة"، نشهد بالله إنها لزوجته.
- وكان مسروق
رحمه الله إذا حدث عن عائشة قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة رسول
الله صلى الله عليه وسلم، المبرأة من فوق سبع سماوات.
-وقال معاوية رضي
الله عنه: والله ما سمعت قط أبلغ من عائشة غير رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
-وكانت رضي الله عنها وعن أبيها، من أحسن الناس رأياً في العامة،
قال الزهري رحمه الله: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم
عائشة أفضل.