هو العلامة الحاج حمدي بن الملا عبد الله بن محمد بن عبد الله الاعظمي العبيدي، ولد في الاعظمية محلة (السفينة) عام 1881م وتعلم القرآن الكريم في الكتاتيب وبدأ تحصيله في المدارس الرشدية العسكرية التي كانت انذاك ثم درس العلوم الدينية في المدرسة المرجانية الواقعة في شارع الرشيد التي شيدها امين الدين مرجان ومن اساتذتها نعمان خير الدين الالوسي الذي اوقف مكتبته الخاصة لهذه المدرسة كما انتقل الحاج حمدي الاعظمي الى مدرسة الامام ابي حنيفة (رض) ودرس على علمائها ومنهم العلامة معروف البشدري كما تتلمذ على الشيخ قاسم الغواص الطائي احد علماء بغداد ووجهائها وكان له مجلس في محلة (بني سعيد) وحصل الحاج الاعظمي على الاجازة العلمية سنة 1897م ليكون معلما في مدينة بعقوبة مسافرا بعدها الى اسطانبول، ودخل الامتحان في مجلس المعارف الكبير وحصل على الشهادة العلمية في فروع العلوم الدينية والاجتماعية بعد عودته زاول التعليم ونقل الى العمارة مركز محافظة ميسان، ثم حول الى المدرسة النموذجية في بغداد، وله المام باللغات التركية والفارسية، ودخل مدرسة الحقوق عام/ 1912 وتخرج فيها بدرجة اعلى، وحاضر في كلية الحقوق والمعهد المالي والقى المحاضرات الاسلامية والاجتماعية في دار الاذاعة ببغداد لسنوات طويلة، وعين مديرا عاما للاوقاف عام/ 1924 انتقل بعدها الى وزارة العدل عام/ 1928 وتقديرا لخدماته منحه الملك غازي الاول ملك العراق وسام الرافدين عام/ 1934 وبقي مدة في التدوين حتى احالته على التقاعد، وفي عام/ 1946 عين عميدا لكلية الشريعة حتى سنة/ 1953 حيث خرج الدورة الاولى، وانتخب عضوا في المجمع العلمي في تموز/ 1963 وله مكتبة بشتى اللغات تضم اكثر من عشرة الاف مجلد بين مخطوط ومطبوع الى جانبها نسخ نادرة مفيدة قيمة من الرسائل والكتب كما تضم مكتبته ايضا كتب باللغات التركية واللاتينية والانكليزية والفرنسية لانه رحمه الله يحسن اللغات الفارسية والتركية وبعض اللغات الاخرى وله مؤلفات علمية مفيدة منها:
1- الدليل الجامع.
2- دليل القوانين.
3- الدرر المنتقى.
4- زبدة الهندسة.
5- اصول الفقه.
6- المرشد الى اصول الدين والفقه.
وفي منطقة الاعظمية وحدها يوجد سبعة وعشرون مجلسا من بداية القرن الماضي حتى العقد السابع منه وقد الف المرحوم الدكتور هاشم الدباغ كتابه الشهير الاعظمية والاعظميون الذي تناول فيه بيوتات مدينة الامام الاعظم التي منها مجلس الشيخ حمدي الاعظمي فمجلسه يقام في داره بمحلة السفينة في الاعظمية بعد صلاة العصر من يوم الجمعة من كل اسبوع يختلف اليه رجالات العلم والفضل واعيان البلد من علماء وادباء وفضلاء ووزراء ووجهاء يتداولون فيه مختلف الاحاديث والابحاث القيمة وبعد فان الشيخ حمدي الاعظمي يعد من مراجع الفتوى في العراق وبقي طيلة حياته يخدم الاسلام وينفع المسلمين حتى اختاره الله سبحانه وتعالى الى جواره في 14/ آذار/ 1971، ودفن في الاعظمية في مكتبته وقد اعقب اولادا كلهم من حملة الشهادات فرحمة الله عليه.
* المصادر:
1- مجالس بغداد. يونس السامرائي.
2- البغداديون. ابراهيم الدروبي.
3- مجالس الادب. حسين الكرخي.
الرئيسية
