[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
قال الله تعالى:
كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (ص 29)
و قال تعالى:
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (محمد 24)
إخواني في الله
لا يخفى عليكم أن الله عز و جل أنزل لنا كتابه العزيز لكي نعرف ربنا و نتعرف على أسمائه الحسنى و صفاته العليا سبحانه و تعالى ، و أيضا لكي نعرف مراد الله فينا و نتعلم شرعه و أحكامه فنعمل بها فنكون من الفائزين في الدنيا و الآخرة.
و من مقاصد تنزيل القرآن شفاء القلوب من أمراضها و إزالة الشبهات عنها ، قيتم بذلك خشوع القلب و إخباته لخالقه جل و علا و إذا حصل ذلك تبعته الجوارح فيستقيم المؤمن الموحد على صراط العزيز الحميد و يفوز برضا ربه عز و جل في الدنيا قبل الآخرة.
و لا يخفى عليكم إخوة التوحيد أن هذا كله إنما يحصل للمؤمن إذا تدبر القرآن و فقه عن ربه سبحانه و تعالى ، و ذلك لا يحصل ابتداءً إلا إذا عرف المؤمن معاني كلام الله تعالى.
و قد رأيت تقصير كثير من المسلمين - و أنا أحدهم - في بذل أدنى جهد لمعرفة معنى آية من كتاب الله حتى إذا مرت كلمة في القرآن على أحدنا أثناء التلاوة مرات عديدة ربما يود أن يعلم معناها ، و لكن في كل مرة يخذله الشيطان و تغلبه نفسه و يسوف ذلك حتى و إن كلفه أقل من دقيقة ، نسأل الله أن يعافينا و يعفو عنا و يعيننا على شكره و ذكره و حسن عبادته.
و لذلك رأيت أن أفتح هذا الموضوع الذي أرجو من الله أن يكون متجددا ، على أن آتي في كل مرة إن شاء الله بتفسير سورة قصيرة أو آية من الآيات التي يظهر لي أنها تشكل على كثير منا إذا اكتفى بالتلاوة فقط دون النظر في كتب التفسير.
و إن شاء الله سيكون المرجع الأساسي في تفسير الآيات هو تفسير السعدي رحمه الله ، و في بعض الأحيان ربما أستعين بتفسيرات أخرى معتمدة إذا لم يكن المعنى واضحا في تفسير السعدي.
أسأل الله أن ينفعني و إخواني بهذا الموضوع و أن يجعل جميع أعمالنا خالصة لوجهه الكريم و أن يتجاوز عنا و يرحمنا.
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين[/align]
[align=center]
وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ
َ
عن عدي بن حاتم أن النبي صلى الله عليه و سلم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها ثم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها ثم قال اتقوا النار و لو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة (متفق عليه)