بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
قال عليه الصلاة والسلام
(الدين النصيحة ثلاثا قلنا لمن قال لله ولكتابه ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)0ولاأريد أن اتكلم عن شرح الحديث ولكن أأخذ منه ماجاء به من النصح والارشاد للمسلمين بما أمرنا به الله سبحانه وتعالى وما كان يفعله صلى الله عليه وسلم من الخلق العظيم وليس كما يفعل في زماننا هذا من أمور ماأنزل الله بها من سلطان ممن (يحسبون أنهم يحسنون صنعا)0
فأن النصيحة لعامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم وتعليم جاهلهم وتذكير غافلهم وإسداء النصح لهم وستر عوراتهم وسد خلاتهم ونصرتهم على من ظلمهم ومجانبة الغش والحسد لهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه ، ومن أعظم ذلك أن ينصح لمن استشاره في أمره خاصة قال رسول الله
( حق المسلم على المسلم ست) وذكر منها
( وإذا استنصحك فانصح له ) رواه مسلم ، وفي الصحيحين عن جرير قال بايعت النبي على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. ومن فقه النصيحة للمسلم أن ينصحه برفق وتلطف ولا يعنف عليه وأن يكون ذلك سرا لا يجهر به عند الناس لأن ذلك ينفره عن اتباع الحق ويفضحه ويؤدي إلى العداوة والقطيعة ، وكان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد وعظوه سرا حتى قال بعضهم من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة ومن وعظه على رؤوس الناس فقد وبخه. وقال الفضيل " المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعير" . والنصيحة خاصة بالمسلم أما الكافر فلا يشرع نصحه قال الإمام أحمد " ليس على المسلم نصح الذمي وعليه نصح المسلم ".
ومن أجلّ أنواع النصح لله ولرسوله وأشرفها رد الأهواء والخروج عن الكتاب والسنة والرد على المخالفين لسنة النبي وكذلك رد الأقوال الضعيفة من زلات العلماء وبيان ما يصح من الأحاديث وما لا يصح من الأحاديث الضعيفة والمنكرة بتبيين حال رواتها الضعفاء أو سماعهم أو غلط الثقات منهم ، وهذا الباب العظيم خاص بالعلماء الراسخين ومن قاربهم وآحاد الناس وعوامهم فليس لهم الدخول في هذا الأمر الجليل لأنهم يفسدون أكثر مما يصلحون والغيرة الدينية ومحبة الخير لا تكفي في هذا الباب ، وقد توسع كثير من المنتسبين للعلم في الردود والمناظرات مع الخصوم مع عدم الأهلية ومراعاة القواعد الشرعية والآداب المرعية في هذا الباب.
فأين نحن من كل هذا اليس من الحق أن نتبع السّنة النبوية في كل شيء واليس هذا هو من السّنة ؟
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى