حَدِيثُ الْيَوْم
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
الْحَمْدُ لله الَّذِيْ بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتْ
(في وجوب صيام رمضان ومقوماته
النِّيَّةُ في الصِّيَام.
عن حفصة أم المؤمنين – رضي الله عنها – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له".
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم وهو حديث صحيح.
ومعنى (من لم يجمع) أي: من لم يعزم ولم ينوي.
الحديث دليل على أن الصيام لابد له من نية. كسائر العبادات. وهذا أمر مجمع عليه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (اتفق العلماء على أن العبادة المقصودة لنفسها كالصلاة والصيام والحج لا تصح إلا بنية).(1).
لأن الصيام ترك مختص بزمن معلوم. ولأن الإمساك قد يكون لمنفعة بدنية فاحتاج الصيام إلى نية.
قال تعالى: }وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ{(2).
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل إمرئ ما نوى"(3).
النية محلها القلب، فمن خطر بباله أنه صائم غداً فقد نوى.
وتصح النية في أي جزء من أجزاء الليل؛ لقوله: (قبل الفجر) والقبلية تصدق على كل جزء من أجزاء الليل، ومن دلائل النية قيام الصائم للسحور وتهيئته له وإن لم يقم، فالنية حاضرة وقائمة لدى كل مسلم معتاد على الصوم، فمن أكل أو شرب بنية الصوم فقد أتى بالنية.
(1) شرح حديث (إنما الأعمال بالنيات) ص19 لابن تيمية).
(2) سورة البينة، الآية: (5).
(3) رواه البخاري (1/9)، ومسلم 1907.