عابدة الرحمن مكتبي مميز
![مكتبي مميز مكتبي مميز](https://2img.net/i/itest/ranks/default/default3.gif)
![عابدة الرحمن](https://2img.net/u/2612/15/73/36/avatars/1-54.gif)
عدد المساهمات : 160 تاريخ التسجيل : 13/08/2010 الموقع : جدة
![إذا شعر الإنسان أن دعاءه لم يستجب فماذا عليه؟ Empty](https://2img.net/i/empty.gif) | موضوع: إذا شعر الإنسان أن دعاءه لم يستجب فماذا عليه؟ 25/08/10, 06:49 am | |
| حكم المصارحة بعدم قبول الدعاء
س عندما لا يتحقق لي أي شيء أغضب وأقول أقوالا في حق نفسي وفي حق الله , مثلا أقول : لماذا يا رب لا تستجيب لي الدعاء , وأقوال أخرى . أرجو توجيهي حول هذا , وإذا شعر الإنسان أن دعاءه لم يستجب فماذا عليه؟
عليك أيها السائل , وعلى كل مسلم ومسلمة , إذا تأخرت الإجابة أن ترجع إلى نفسك , وأن تحاسبها , فإن الله حكيم عليم, قد يؤخر الإجابة لحكمة بالغة ليكثر دعاء العبد لخالقه , وانكساره إليه , وذله لعظمته , وإلحاحه في طلب حاجته , وكثرة تضرعه إليه , وخشوعه بين يديه , ليحصل له بهذا من الخير العظيم , والفوائد الكثيرة , وصلاح القلب , والإقبال على ربه , ما هو أعظم من حاجته , وأنفع له منها . وقد يؤجلها سبحانه وتعالى لأسباب أخرى , منها ما أنت متلبس به من المعاصي كأكل الحرام وعقوق الوالدين , وغير ذلك من أنواع المعاصي . فيجب على الداعي أن يحاسب نفسه , وأن يبادر إلى التوبة رجاء أن يتقبل الله توبته , ويجيب دعوته . وقد يؤجلها لحكم أخرى هو أعلم بها سبحانه , كما في الحديث الصحيح : مسند أحمد بن حنبل (3/18). ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن تعجل له دعوته في الدنيا, وإما أن تدخر له في (الجزء رقم : 5، الصفحة رقم: 304) الآخرة, وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك. قالوا يا رسول الله إذا نكثر؟ قال : الله أكثر . فإذا تأجلت الحاجة فلا تلم ربك , ولا تقل: لماذا ... لماذا يارب , بل عليك أن ترجع إلى نفسك , وتحاسبها فإن ربك حكيم عليم . فارجع إلى نفسك وانظر فلعل عندك شيئا من الذنوب والمعاصي , كانت هي السبب في تأخير الإجابة , ولعل هناك أمرا آخر , تأخرت الإجابة من أجله , يكون خيرا لك . فلا يجوز أن تتهم ربك بما لا يليق به سبحانه , ولكن عليك أن تتهم نفسك , وتنظر في أعمالك وسيرتك , حتى تصلح من شأنك , وحتى تستقيم على أمر ربك فتنتهي عن نواهيه, وتقف عند حدوده . وينبغي أن يعلم أنه سبحانه قد يؤخر الإجابة لمدة طويلة , كما أخر إجابة يعقوب في رد ابنه يوسف إليه , وهو نبي كريم عليه الصلاة والسلام , وكما أخر شفاء نبيه أيوب عليه الصلاة والسلام . وقد يعطي الله السائل خيرا مما سأل , وقد يصرف عنه من الشر أفضل مما سأل , كما جاء في الحديث السابق الذي ذكرنا آنفا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : مسند أحمد بن حنبل (3/18). ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا, وإما أن تدخر له في الآخرة, وإما أن يصرف عنه في الشر مثل ذلك. قالوا: يارسول الله , إذا نكثر؟! قال : الله أكثر . فبين في هذا الحديث عليه الصلاة والسلام أن الله سبحانه قد يؤخر الإجابة إلى الآخرة , وقد يعجلها في الدنيا لحكمة بالغة ؛ لأن ذلك أصلح لعبده , وأنفع له , وقد يصرف عنه شرا عظيما , خيرا له من إجابة دعوته . فعليك بحسن الظن بالله , وأن تستمر في الدعاء وتلح في ذلك , فإن في (الجزء رقم : 5، الصفحة رقم: 305) الدعاء خيرا كثيرا لك , وعليك أن تتهم نفسك, وأن تنظر في حالك, وأن تستقيم على طاعة ربك , وأن تعلم أن ربك حكيم عليم , قد يؤجل الإجابة لحكمة , وقد يعجلها لحكمة , وقد يعطيك بدلا من دعوتك خيرا منها , لما ذكرنا آنفا ولما في الحديث الصحيح الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم : صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2735),سنن الترمذي الدعوات (3387),سنن ابن ماجه الدعاء (3853),مسند أحمد بن حنبل (2/487),موطأ مالك النداء للصلاة (495). يستجاب لأحدكم ما لم يعجل, فيقول: دعوت ودعوت فلم أره يستجاب لي, فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء . فلا ينبغي لك أن تستحسر , ولا ينبغي لك أن تدع الدعاء , بل الزم الدعاء واستكثر من الدعاء , وألح على ربك , وحاسب نفسك , واحذر أسباب المنع من المعاصي والسيئات . ويشرع لك أن تتحرى أوقات الإجابة : كآخر الليل , وبين الأذان والإقامة , وفي آخر الصلاة قبل السلام , وفي السجود وعند جلوس الخطيب على المنبر يوم الجمعة إلى أن تقضى الصلاة , وبعد صلاة العصر يوم الجمعة إلى غروب الشمس في حق من جلس متطهرا ينتظر صلاة المغرب , كل هذه من أوقات الإجابة , وعليك بإحضار قلبك عند الدعاء وإحسان الظن بالله; لقول النبي صلى الله عليه وسلم : صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2675). يقول الله - عز وجل - : أنا عند ظن عبدي بي, وأنا معه إذا دعاني خرجه مسلم في صحيحه .. والله ولي التوفيق
مجموع فتاوى ومقالات ابن باز - الجزء الخامس
| |
|