عابدة الرحمن
مكتبي مميز
عدد المساهمات : 160
تاريخ التسجيل : 13/08/2010
الموقع : جدة
 | موضوع: فإن أصبت فيه أثرا عنهم فتمسك به ولا تجاوزه لشيءولا تختر عليه شيئا فتسقط في النار.  25/08/10, 06:30 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من تعليق الشيخ الفوزان على شرح السنة للبربهاري
فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن ولا تدخلن في شيء منه
[الشرح]
هذا
في وقت المؤلف, فالمؤلف يكاد يكون معاصرا للإمام أحمد, لأنه من تلاميذ
تلاميذه. يقول لا تعجل في قبول كلام أهل زمانك حتى تتثبت منه. وين هو
عصرنا الآن؟ عصر الأهواء وعصر الجهل وعصر اختلاط العالم بعضه ببعض, يموج
بالفتن والشرور والأفكار, والعدو الآن يريد قلب الدين رأسا على عقب,
يريدنا أن نكون تبعا له ويفرض علينا أفكاره ويفرض علينا سياسته. فعلينا أن
نتثبت في هذا الأمر, ونتوقف عن كثير من الأمور وأن نُقبل على تفهم كلام
الله وكلام رسوله ونتفقه في دين الله -عز وجل-, فالفقه فيه عصمة من الفتن.
الفقه وهو الفهم, قد تكون كثير الحفظ لكن ما عندك فهم, ما في فائدة أنت
والعامي سواء, بل ربما أن العامي يكون أحسن مثل أن يتوقف ويعرف جهله, وأنت
ما تعرف أنك جاهل أنت تكون متعالم. فما هي بمسألة كثرة حفظ أو كثرة كلام.
المسألة مسألة فقه, ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:" رب مبلغ أوعى من سامع" قد يكون الإنسان يحفظ وينقل ويروي لكن يكون هناك من هو أفقه منه "رب حامل فقه وهو غير فقيه"
حامل, هو حامل ما هو فقيه لكنه يحمل, فالفقه هبة من الله يعطيها الله من
يشاء من عباده, لكن إذا استغلها ونمَّاها انتفع بها, أما إذا أهملها ضاعت
نعم.
فلا تعجلن ولا تدخلن في شيء منه حتى تسال وتنظر هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و-رضي الله عنهم-
[الشرح]
هذه
وصية عظيمة: إذا أعجبك كلام في الدين, أما الكلام الذي في أمور الدنيا ما
لنا منه, لكن إذا أعجبك كلام في الدين فلا تعجل حتى تنظر فيه هل هو مؤسس
على حق وأدلة؟ أو هو من الرأس ومن الفكر؟ هذا غثاء كغثاء السيل أتركه, أما
إن كان مؤسس ومؤصل على الكتاب والسنَّة فهذا حق. فلا تعجل في أخذ الكلام
على عواهنه حتى ولو أعجبتك فصاحته وبلاغته وقوته وجزالته, لا تعجل فيه حتى
تنظر, تعرضه على الكتاب والسنَّة وتنظر من قاله هل هو فقيه أو ما هو
بفقيه؟ نعم.
[المتن]
فلا تعجلن ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر
[الشرح]
حتى
تسأل أهل العلم عنه وتنظر هل قاله أحد من السلف أو لم يقله, وهذا ما
حذرتكم منه كم مرة, أقول: لا تُحْدِثوا عبارات أو أقوالا لم تُسبقوا إليها
لا تحدثوا إجتهادات وآراء وأقوال وعبارات لم تسبقوا إليها, خذوا القدوة
من السلف ومن كلام السلف نعم.
[المتن]
حتى تسأل وتنظر هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و-رضي الله عنهم-
[الشرح]
وإلا تصير شاذ, إذا جبت شيء لم تُسبق إليه يكون شذوذا وخطره أكثر من نفعه نعم.
[المتن]
حتى تسأل وتنظر هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و-رضي الله عنهم-
[الشرح]
هذا
هو الميزان: كلام الصحابة, لأنهم تلاميذ الرسول صلى الله عليه وسلم, ماذا
قالوا في الآية؟ ماذا قالوا في الحديث؟ بماذا شرحوه؟ بماذا فسروا الآية؟
تأخذ من كلامهم وتفسيرهم, لأنهم أقرب إلى الحق ممن جاء بعدهم لأنهم تلاميذ
الرسول صلى الله عليه وسلم وسمعوا التأويل والتفسير من الرسول صلى الله
عليه وسلم, تلقوه منه فهم اقرب الناس إلى الحق نعم.
[المتن]
حتى تسأل وتنظر هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و-رضي الله عنهم-
[الشرح]
لكن
من يقول أن الصحابة لا عبرة بهم, هم رجال ولهم أفكارهم ونحن رجال ولنا
أفكارنا, والزمان تغير.. يعني الدين باقي إلى أن تقوم الساعة ما هو بالدين
(...), الدين باقي ما يتغير بتغير الزمان, لكنه شامل, الدين شامل للزمان
والمكان, أما أنه يتغير, لا ما يتغير الدين. الذي يتغير الإجتهادات
البشرية, أما الدين نفسه فلا يتغير لأنه صالح لكل زمان ولكل مكان لأنه ﴿تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ 18 نعم.
[المتن]
هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء
[الشرح]
ولهذا يوصون بأنهم يقولون عليكم بالكتاب والسنَّة بفهم السلف الصالح لا تُحدث فهما من عندك أو من عند المتأخرين نعم.
[المتن]
هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء
[الشرح]
نعم
أحد من العلماء المعتبرين, الأئمة الذين يسيرون على منهج صحابة الرسول صلى
الله عليه وسلم لأنهم هم الرواة عن الصحابة والصحابة هم الرواة عن الرسول
صلى الله عليه وسلم نعم.
[المتن]
فإن أصبت فيه أثرا عنهم فتمسك به
[الشرح]
نعم إذا وجدته موافقا لقولهم فتمسك به نعم.
[المتن]
فإن أصبت فيه أثرا عنهم فتمسك به ولا تجاوزه لشيء
[الشرح]
ولا تجاوزه لرأي فلان وفلان ممن جاء بعدهم نعم.
[المتن]
ولا تختر عليه شيئا فتسقط في النار.
[الشرح]
ولا تختر على ما جاء عن السلف شيئا مما جاء به المتأخرون فتسقط في النار لأنك خالفت طريق الجنة, طريق الجنة هو ما عليه﴿الَّذِينَ
أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ
وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً ﴾ 19 هذا هو طريق الجنة وما خالفه فهو طريق النار والله -جل وعلا- يقول: ﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ﴾ 20
سبيل
الله واحد: صراطي, أما غيره فهي سبل كثيرة, كل شيطان له سبيل وله طريق من
شياطين الإنس والجن, وين تروح؟ مع من تروح؟ من أي طريق تروح؟ تتحير,
لأنها طرق كثيرة, ما تدري وين تروح لكن الصراط المستقيم هذا واحد ما فيه
اختلاف ولا تضيع معه أبدا. أنت لما تكون في البر تكون مع جادة واضحة
وقدامك طرق من هنا وهنا أيه الذي تاخذه؟ الطريق (...) الواضح أو الطرق
التي هنا وهناك متفرقة؟ ما تدري وين تروح هذا من ناحية الشيء المحسوس فكيف
بالشيء الذي هو معنوي نعم.
| |
|
